قد لا تدرك الأمر في البداية، ولكن إذا كنت تعاني من مشاكل صحية من أي نوع فقد يكون جهازك الهضمي هو السبب أو جزءاً من المشكلة! فمن منّا لم يعاني من الاضطراب في الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي أوالانتفاخ والإمساك والإسهال والحرقة وغيرها من المشاكل الهضمية، لكن للأسف فإن معظمنا لا يعترف أن لمشاكل الجهاز الهضمي أن تؤثر على الجسم كله، بما في ذلك الحساسية والتهاب المفاصل وأمراض المناعة الذاتية والطفح الجلدي وحب الشباب والتعب المزمن واضطرابات المزاج والخرف والسرطان، وغير ذلك.
ماهي السموم التي تصيب الجهاز الهضمي؟
هناك عدد هائل من الجراثيم التي تسبب المرض في الأمعاء، منها بكتيريا والفيروسات والطفيليات، حيث أن معظم التهابات الأمعاء تؤدي إلى الإسهال أو الغثيان والقيء وتشنجات البطن، بالإضافة إلى السموم التي تترسب إلى الجسم عن طريق الأدوية واللقاحات والمبيدات، فإذا كنت تعاني من إحدى هذه المشاكل التي تم تشخيصها من طرف طبيبك فبالإضافة إلى العلاج قد تحتاج إلى تطهير أمعائك حتى تستعيد قدرتها على القيام بوظائفها.
ماهو التطهير؟
تطهير الأمعاء أو الجهاز الهضمي عموما هو تنظيفها من السموم وهي عملية يمكن القيام بها عن طريق إدخال بعض التعديلات والتغيرات على الغذاء، و ذلك بتجنب كل الأطعمة التي يمكن أن تسب جهد زائد على جهازك الهضمي، مع الحرص على تناول الأطعمة التي تساعد الأمعاء على التماثل للشفاء وطرد السموم ومن ثم استعادة القدرة على الإمتصاص جيد للمغذيات والعناصر الضرورية لصحة الجسم العامة.
كيف تعرف أنك بحاجة إلى تطهير جهازك الهضمي؟
مع تراكم المزيد من السموم في البيئة من المهم جدا أن ننتبه لبعض الأعراض التي يمكن أن تدل على أن جسمنا بحاجة إلى حملة تطهيرية مثل:
- انتفاخ العين أو أكياس تحت العينين
العناية بالجهاز الهضمي
العناية بالجهاز الهضمي و"تنظيف القناة الهضمية" هي واحدة من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها للحفاظ على صحتك العامة، ولهذا السبب وضع الدكتور أليخاندرو يونغر برنامجا من 3 ايام لتطهير وتنظيف الأمعاء.
إن القناة الهضمية ليست مجرد أنابيب، انها نظام معقد يتألف من عنصرين أساسيين وهما الجهاز المناعي والجهاز الهضمي، وبعد وجبة الطعام يحول الجسم الطاقة إلى أمعائك من أجل تسهيل عملية الهضم. ووفقا للدكتور جونغر؛ إذا كانت أمعائك أقل كفاءة مما ينبغي، فانك تضيع الكثير من الطاقة المتاحة على الهضم وحده، مما يسبب لك التعب الذي عادة لا تعرف له سببا، وبعد هذا التطهير لمدة 3 أيام، تصبح الطاقة التي يتم تحويلها إلى أمعائك مرة اخرى تحت سلطتك و بالتالي تشعر بنشاط اكبر.
التحضير للتطهير
يقول الدكتور جونغر أنه قبل بدء عملية التطهير، ستحتاج إلى قياس حجم مشاكلك الهضمية وذلك باجراء اختبار بسيط امام المرآة، ففي حال أن أمعائك تعاني من السموم وتحتاج إلى تطهير فإن ذلك يظهرعلى بشرتك من خلال علامات معينة من السمية، حيث أن احمرارها أو تغير لونها أو مرونتها دليل على وجود التهاب قد يؤثر على طاقتك بشكل سلبي ويسبب اختلال في وظيفة جهازك الهضمي.
تطهير الجهاز الهضمي
لتطهير وإصلاح كل طبقة من طبقات أمعائك يجب الالتزام بالتوصيات التالية لمدة 3 أيام لترى و تشعر بالنتائج.
أولا، الطبقة الأعمق هي الفلورا المعوية، وهي طبقة من البكتيريا التي تعتبر بمثابة خط الدفاع الأول الذي يزيل السموم من الطعام، وتحتاج إلى أن تكون الفلورا في أمعائك في حالة جيدة لهضم صحي، حيث يمكن للمضادات الحيوية، والمواد الحافظة والمواد الكيميائية أن تعطل فلورا الأمعاء التي يمكن لبقائها في حالة جيدة أن تساهم في خفض كمية الطاقة اللازمة لهضم الطعام، مما يجعل البكتيريا السيئة عاجزة عن التسبب بالمرض.
وبدلا من وجبة إفطار تقليدية من القهوة والخبز أو الحبوب، يجب أن تبدأ كل يوم بتطهير أمعائك بتناول البريبايوتكس، وهي مواد نشوية لا تُهضم ولا تُمتص في الامعاء، بل تبقى سليمة في الجهاز الهضمي حتى تبلغ المصران الغليظ حيث تتغذى منها الباكتيريا المفيدة الموجودة طبيعياً في الأمعاء تليها تكملة بالبروبيوتيك هي خمائر حية تساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
الطبقة التالية من أمعائك التي تتطلب الانتباه هي الأنبوب الهضمي، و التي تعتبر بمثابة حاجز من الخلايا التي تمنع دخول أي شيء إلى جسمك، و في بعض الأحيان يمكن لبعض الأشياء السيئة مثل الخمائر أن تنمو و تنشأ مانعا حيويا يمنع المواد الغذائية و يخزن السموم، وإذا تمكنت من التخلص من هذا الحاجز فحينذاك يمكن للأنبوب الهضمي أن يحصل على مزيد من المساحة لامتصاص العناصر الغذائية، وتوفير المزيد من الطاقة.
و يوصي الدكتور جونغر بتناول بربارين بعد ظهر كل يوم، وهي مكمّلات طالما استخدمت في الطب الصيني والايورفيدا، و لديها خصائص مضادة للميكروبات يمكن أن تساعد في محاربة هذا الحاجز الحيوي، ويمكنك الحصول عليه من أي متجر للطعام الصحي. ويوصي الدكتور يونغربتناول 400 ملغ منه بعد ظهركل يوم خلال خطة التطهير.
طبقة الأمعاء الثالثة هي في الواقع عنصر مهم جدا من الجهاز المناعي، حيث أن درجة الحموضة pH المنخفضة في الوسط المعدي (والتي تتراوح بين 1- 4) تعتبر قاتلة للعديد من البكثيريا المجهرية التي تدخل المعدة، كما يعمل المخاط أو الغشاء المخاطي في المعدة على إبطال تأثير العديد من هذه المتعضّيات المجهريّة باحتوائه على المضادات الحيوية وبالتالي فإن ثمانين في المئة من نظام المناعة لدينا يوجد في القناة الهضمية، ولذلك لابد من الحرص على تقويتها وحمايتها.
لهذا السبب يقترح الدكتور يونغر تناول الجلوتامين حيث يمكنه إصلاح بطانة خلايا الجهاز المناعي والجهاز الهضمي، كما أنه يساعد على تعزيز انقسام الخلايا السريع، وهو أمر مهم لنظام المناعة، حيث أن تقسيم الخلايا المناعية بسرعة ونموها يجعلها قادرة على محاربة أي ضرر، و يوصي الدكتور يونغر بتناول 1000 ملغ يوميا من الجلوتامين خلال فترة تطهير الجهاز الهضمي.
الجزء الأخير والأكثر أهمية في هذه الخطة التطهيرية ل 3 أيام غالبا ما يشار إليه باسم "الدماغ الثاني" حيث أن معظم الجهاز العصبي لا يوجد في الجمجمة، بل يتواجد بكثرة في جميع أنحاء الأمعاء. وفي الواقع يتم استخدام 80 الى 90٪ من السيروتونين في الجسم بواسطة تلك الشبكة من الخلايا العصبية، و للمساعدة على تحريك تلك الخلايا العصبية، يوصي الدكتور جونغر بتناول 250 ملغ من المغنيسيوم قبل النوم حيث أن الجسم يحتاجه لإنتاج السيروتونين.
ماذا يجب أن تأكل خلال فترة التطهير؟
من الأشياء التي عليك فِعلهاخلال هذه الفترة، هو تجنب الغلوتين ومنتجات الألبان والسكر المكرّر والكافيين والكحول، وهذا سوف يسمح لجسمك بالشفاء واستعادة طاقته، ومن ثم مضاعفة و تعزيز قدرة أمعائك على هضم الطعام، ويحذر الدكتور يونغر من خلط الكثير من الأنواع المختلفة من المواد الغذائية حيث أن كل نوع من الغذاء يتطلب إنزيمات مختلفة من أجل أن يُهضم، والخلط بين أنواع مختلفة من الأطعمة يمكن أن يسبب سوء الهضم وبالتالي يؤثر على كفاءة جهازك الهضمي.
فإذا كنت تخطط لتناول وجبات الطعام لتطهير وتنشيط أمعائك فإن الدكتور يونغر لديه العديد من القواعد التي يمكن أن تساعدك على تجنب هذه المشكلة وبعد أول 3 أيام، يمكنك الاستمرار في الأكل بهذه الطريقة إذا لاحظت تغييرا إيجابيا.
أولا، ينصح الدكتور جونغر بالجمع بين الخضار مع الحبوب أوالفاصوليا أو البروتين الحيواني ، وذلك لأن الخضراوات لا تتطلب إنزيمات خاصة للهضم، لذلك يمكنك تناولها مع مجموعة غذائية أخرى بسهولة جدا حيث أن جسمك لن يحتاج لطاقة إضافية لهضم الخضار مقابل الحبوب والفول أوالبروتين الحيواني.
ثانيا، يجب أن لا تجمع بين البروتين الحيواني، والحبوب أو البقول معا لأن كل من تلك الأنواع الغذائية تتطلب إنزيمات مختلفة لعملية الهضم، وتناول أكثر من نوع واحد يمكن أن يشكل عبئا على الجهاز الهضمي.
ثالثا، لتطهير و تحريك أمعائك في أيام التطهير الثلاثة، يوصي الدكتور جونغر بتناول مركبات انزيمات قبل كل وجبة، لأنها تسهل هضم الطعام وبالتالي تساعد أمعائك على استعادة كفائتها.
أفضل 10 طرق لمساعدة جسمك على إزالة السموم
بعد برنامج إزالة السموم أو التطهير، يمكنك تنظيف جسمك يوميا مع هذه الإرشادات والممارسات اليومية:
1- تناول الكثير من الألياف، بما في ذلك الأرز البني والفواكه الطازجة المزروعة عضويا والخضروات مثل البنجر والفجل والخرشوف والكرنب، والقرنبيط، سبيرولينا، شلوريلا، والأعشاب البحرية.
2- تطهير وحماية الكبد من خلال تناول بعض الأعشاب مثل جذر الهندباء، الأرقطيون وشرب الشاي الأخضر.
3- تناول مكملات فيتامين C الذي يساعد على إنتاج الجلوتاثيون، وهو مركب يحتاجه الكبد لإخراج السموم من الجسم.
4- شرب ما لا يقل عن ليترين من الماء يوميا، اقرأ المزيد في الماء لأسلوب حياة صحي.
5- التنفس بعمق للسماح للأكسجين بالوصول إلى كل خلايا الجسم.
6- تجنّب مصادر الضغط والتوتر قدر الإمكان، إليك 7 طرق لتبدأ نهارك بنشاط وحيوية.
7- العلاج المائي وذلك بأخذ دش ساخن جدا لمدة خمس دقائق، والسماح للمياه بالتدفق على ظهرك، ثم استعمال الماء البارد لمدة 30 ثانية.
8- التعرق في ساونا يساعد جسمك في القضاء على السموم من خلال العرق.
9- تقشير الجسم و خاصة القدمين لإزالة السموم من خلال المسام.
10- المداومة على ممارسة الرياضة كاليوغا والبيلاتس، فضلا عن العديد من الأنواع الاُخرى من التمارين الرياضية، فللرياضة فوائد مذهلة للجسم في تجنيبه العديد من الأمراض.